كلام في الأنساب

كلام في الأنساب
عبد الجبار ثجيل الذهبي
من نعم الله سبحانه وتعالى على خلقه من البشر هي أللألقاب التي يفتخر بها مُكتسبها والتي يحصلون عليها بدون جهد يذكر,ومن هذه الألقاب تعطي لحاملها مكانة اجتماعية مرموقة ومؤثرة في فترات زمنية معينة وأخرى يستفاد منها في التحشيد العشائري وإبراز القوة ومنها للتعريف فقط .ولكن هذه الألقاب قد تزول او تتغير حسب الموقف الاجتماعي لتلك العشيرة .قال تعالى{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } وهذا يعني لاتأثير للألقاب يوم القيامة ولكن درجة الأيمان التي يصل اليها الشخص هي المعيار الحقيقي دون النسب . إن أفضل هذه الأنساب هو (سيد) حيث احتلت لفظة (سيد) مكانه بارزة في حياة المسلمين بسبب ارتباطها الوثيق بذريه الرسول الكريم محمد ( ص ) والإمام علي بن ابي طالب (ع) باعتبارهم يختصون بشرف الانتماء الى بيت النبوة الذي طهره الله تعالى من الرجس, والسيد في اللغة تعني الذي ليس فوقه شيء , كما وردت كلمه سيد في القران الكريم حيث قال تعالى (مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ } وقول النبي (ص) ( انا سيد ولد ادم وعلي سيد العرب ) ويجمع المؤرخؤن على ان كلمه (سيد) التي التصقت بذريه علي بن ابي طالب (ع) هي مشتقة من قول الرسول الكريم (ص) ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه ) . وقال رسول الله (ص): كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة سترا من الله عليه إلا نسبي وسببي. ان هذا اللقب المميز الذي مَن الله تعالى به على مكتسبه توجب على حامله الالتزام بما يستحقه من عمل صالح يرضي الله تعالى والا فالحساب عليه مضاعف اضعاف عديدة والله هو العالم . لقد ظهرت في السنين الأخيرة ظاهرة الانتساب الى هذا النسب الشريف وبالجملة بل عشائر كاملة تحولت من نسب جدهم الحقيقي الى نسب الرسول (ص) ويكفي ان يوقع رئيس نقابة السادة الأشراف على شجرتهم أصبحوا سادة وارتدوا الملابس السود او اليشماغ الأخضر إعلانا بأنهم أصبحوا من السادة وذلك للحصول على المكانة الاجتماعية المميزة والله تعالى هو العالم بانتسابهم وهم متناسين قول الرسول الكريم (ص) {لعنة الله ولعنة الملائكة المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه أو ادعى إلى غير مواليه أو ظلم أجيرا أجره} (بحار الأنوار ج27ص64) وكذلك روي في بحار الأنوار الحديث (ج71)(ص138 ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كفر بالله من تبرء من نسب وإن دق... كما روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنهما قالا: كفر بالله العظيم الانتفاء من حسب وإن دق ....{ومعنى دق –قليل الشأن او المنزلة} كما روي في بحار الأنوار (ج46ص102 )قال طاوس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من الصلاة، فإذا هو علي بن الحسين عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف، أحدها: أنك ابن رسول الله، والثاني: شفاعة جدك، والثالث: رحمة الله فقال: يا طاوس أما أني ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالى يقول " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لان الله تعالى يقول: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " وأما رحمة الله فإن الله تعالى يقول " إنها قريبة من المحسنين " ولا أعلم أني محسن.... وأخيرا أقول لقد بين مراجعنا الكرام بأن النسب الصحيح لكل شخص (هو ما ينطق به الناس على الأب والجد للشخص فقط ولا يعتمد على النسابين والوثائق) ونحن جميعأ مقلدون للمراجع في عبادتنا وعلينا الطاعة ...