تقديس القادة
بابل أول دولة في التاريخ تأسست وجلس الملك على عرشها وأمتلك الحاشية والجند و مطلق الصلاحيات فستعبد الشعب وجعل نفسه رب العباد واستمر الحال على هذا المنوال إلى يومنا هذا مع فارق وعي الإنسان الديني . ولكن نحن ما زلنا نحرص عليها ونقدسها كل التقديس فأصبحنا نقدس حكامنا وقادتنا ورؤسائنا ومديرينا وكل من لنا حاجة عنده نقدسهم لدرجة العبادة بل ونحرص على تنفيذ تعاليمهم ورغباتهم حتى ولو تعارضت مع الشارع المقدس(توجيهات المرجعية) فالمهم حرصنا على إرضائهم مهما كلفنا الأمر من تضحيات حتى ولو بالنفس وبذلك خسرنا الدنيا والآخرة وأصبحنا كالذي باع أخرته بدنيا غيره , ليس كل ما يقول القائد أو يعمل هو صدق وصواب لا يناقش بل كل ما تقوله المرجعية الشريفة هو صدق وصواب ويجب علينا الطاعة لها وللقائد الذي تدعمه أما القائد الغير مؤيد من المرجعية الرشيدة فلا ينبغي الإصغاء إليه حتى وان كان (القائد الضرورة او الأوحد/العظيم /المبجل/ المؤسس/ الخ) . إننا نفسد قادتنا عندما نتغاضى عن انتقادهم حين يخطئون وعندما نصور لهم أخطاءهم كإنجازات عبقرية لم يسبق لها مثيل فنغريهم بذلك فيشعرون أنهم معصومون من الخطأ وبعد ذلك يتمادون في زلاتهم فيضلوا الطريق حتى يعملوا عكس التيار فنخسرهم ونخسر الكثير.فانتبهوا يا أولي الألباب.