أعظم انجازات الحشد الشعبي

عبد الجبار ثجيل الذهبي

إن الانتصارات المتحققة من قبل قوات الحشد الشعبي في جرف النصر وصلاح الدين وديالى و الأنبار أسقطت التهويل الكبير لصورة تنظيم "داعش"، وأجهضت فكرة ان التنظيم قوة خارقة لا يمكن ردعها أو أن القضاء عليها يتطلب سنوات طويلة أو لا يتحقق إلا بتدخل قوات أجنبية على الأرض، وجاءت هذه الانتصارات لتعطي نظرة واضحة للمجتمع الدولي بأن الشعب العراقي بتلاحم مكوناته قادر على دحر تنظيم "داعش" دون الحاجة إلى تدخل بري خارجي .فبعد أن انتهت مرحلة احتواء الصدمة وعزل المتآمرين، بدأت مرحلة الانتصارات على داعش الإرهابي حيث تم فك الحصار عن آمرلي ثم تحرير جرف النصر والصدور والضلوعية وحمرين والدور والبغدادي وتكريت وتوالت بعدها الانتصارات .و لكن أعظم انجازات الحشد الشعبي هو التلاحم الوطني بين أطياف الشعب، فهو قوة ضاربة على الأرض لم يحمل هوية طائفية وما يحدث حاليا في تحرير تكريت والأنبار من مشاركة قوات الحشد الشعبي (شيعية وسنية ومسيحية) لهو خير دليلا على ذلك . لقد قال أحد شيوخ عشيرة البو نمر السنية في حديث متلفز (إن الشيعي يقاتل في الخندق أمامي ويستشهد دفاعاً عن أرضي وعرضي، بالوقت الذي خذلنا رجال من عشائرنا وأهلنا)، ولهذه الأسباب وغيرها لا بد من تطوير الحشد الشعبي الذي ولد بعد فتوى المرجعيات الدينية كجيش رديف للجيش العراقي مع تحديد مدة وجوده بنهاية العدو فهو ليس مؤسسة حكومية دائمة و لتتولى بعد ذلك قوات الشرطة والأمن المحلية ملف الأمن في المدن. مع هذه الانتصارات العظيمة ظهرت
حملة شرسة ضد الحشد الشعبي من قبل بعض السياسيين الطائفيين الذين ربطوا مصيرهم بالأجنبي , وكذلك المترددين عن المشاركة في الحشد متناسين ان الحشد الشعبي ولد بفتوى المرجعية الرشيدة وعلى الجميع الطاعة . أن الأصوات المسيئة للحشد الشعبي هي من تسببت بدخول الدواعش للبلاد.