لماذا العزاء على الحسين دون النبي والأئمة (صلوات الله عليهم)

لماذا العزاء على الحسين دون النبي والأئمة (صلوات الله عليهم)
يطرح اغلب الشباب لماذا علينا اقامة عزاء الامام الحسين (عليه السلام) كل عام وبهذا الشكل الملفت للأنظار ؟ ان قصة الامام الحسين (عليه السلام) هي فريدة في نوعها في تاريخ الانسانية من جهة بقاء ذكرها الى يومنا هذا والاثار الاجتماعية المترتبة عليها , يضن البعض ان اقامة العزاء يتم في العراق وايران ولبنان فقط بل هي في جميع انحاء العالم فالشيعة المغتربون في دول العالم يسيرون في الشوارع بمواكب عزاء خاصه , كذلك الطائفة السنية و المسيحين والصابئة الساكنين بالقرب من المسلمين يشاركون في هذه المراسيم, لقد حاول اعداء اهل البيت (عليهم السلام) منع هذا العزاء وعلى طول القرون الماضية ولم يستطيعوا بل حاولوا منع الزيارة الى مرقده فعمدوا الى تهديم المرقد الكريم وحرثة ثم اخفاء اثاره بالماء ولم يستطيعوا ولغاية هذا اليوم هم يعملون على ذلك . قطعا لا يوجد في شعوب العالم شخص تتفق على محبته جميع القلوب المؤمنة وعلى مر الازمنة إلا بوجود اسباب غيبية تدعم ذلك وهو الارادة الإلهية و هو الذي ابقى تلك المراسيم الى يومنا هذا, ولكن لماذا لا نقيم عزاء لذكرى وفاة النبي محمد (صلى الله عليه واله) وكذلك امير المؤمنين (عليه السلام) بحجم ما يقام للإمام الحسين (عليه السلام) علما ان مقامهم اعلى من مقامه ؟, روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال (حسين مني وانا من حسين) حسين مني معلومة ولكن انا من حسين تحتاج الى وقفة , كذلك روي انه مكتوب على العرش الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة , كل ائمتنا هم مصابيح هدى وهم سفينة النجاة للناس , لماذا هذه الخصوصية الامام الحسين (عليه السلام)؟ . بدون شك ان شخصية سيد الشهداء الحسين والظروف التي احاطت بحياته كان لها تقدير اللهي منحت له هذا الامتياز والخصوصية علما ان جميع ائمتنا هم نور ساطع واي واحد يكون مكان الامام الحسين (عليه السلام) لأخذ نفس الخصوصيات , الامام الحسن (عليه السلام) قاتل أولاً ثم صالح فكان نموذج للصلح ولو كان الحسين (عليه السلام) مكانه لتصرف نفس التصرف وكذلك بقية ائمتنا (عليهم السلام) اذن هذه الظروف التي تهيئة بتقدير اللهي لسيد الشهداء (عليه السلام) هي التي جعلت له دور خاص في تاريخ البشرية .نحن نعلم ان جميع الانبياء والاولياء (عليهم السلام) كانت تثار حول رسالتهم الشكوك في حياتهم وكثرة بعد مماتهم ومنهم رسول الله محمد (صلى الله عليه واله) الذي اتهم بأقبح التهم فقد قيل عنه انه مجنون او ساحر وغيرها وبعد وفاته كذب من المقربين وليس من الاعداء ووضعوا عنه احاديث كاذبة كثيرة جدا واكبر كذبة هو نكران تنصيب الوصي امير المؤمنين علي (عليه السلام) في يوم غدير خم بعد ان هنئه وبارك له الجميع بعد مرور سبعون يوم فقط , كذلك القران الكريم المحفوظ من الله تعالى جعلوا له تفاسير بعضها فيها الكثير من الخطأ ومنها تحريف متعمد . الامر الوحيد الغير قابل التفسير المنحرف والتكذيب من قبل الجميع هو ان الامام الحسين (عليه السلام) قتل من اجل دينه مع جميع اصحابه حتى الطفل وسبيت عائلته ومات عطشانا وهذا ما لم يستطع احد ان يحرفه في التاريخ وكذلك لم يستطع احد ان يقول ان الحسين قتل بسبب طمع المناصب ولذات الحياة وهو القائل هيهات من الذلة , الحسين (عليه السلام) كان يعلم انه سوف يستشهد وان عائلته ستسبى وذلك من التقدير اللهي حيث روي ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال { كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات} وكذلك { كأني ارى ذئاب الصحراء تقطعني عظوا عظوا} لذلك ترك الحج وذهب الى صحراء كربلاء بتقدير اللهي وهكذا كان مصباح الهدى وسفينة النجاة , لقد حارب الاعداء ممارسات عزاء الامام (عليه السلام) وعلى مدار القرون الماضية وحاربوا زواره , لماذا كل ذلك ؟ ما هذا الخوف منذ اربعة عشر قرنا والى يومنا ؟ لماذا الاصرار على العداء ؟ انهم ارادوا ايقاف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهيهات من ذلك فالحسين (عليه السلام) ينير درب الاحرار ويقوي عزيمة المؤمنين . وماذا عليهم ان يفعلوا وكيف تحافظون على دينكم وان لا يجعل الناس غير مبالين وعديمي الغيرة بل يقول هيهات من الذلة.