علمية الامام الصادق (علية السلام) في مؤتمر جامعة استراسبورغ
جامعة استراسبورغ من الجامعات الفرنسية العريقة والتي اهتمت بالدراسات الشرقية والإسلامية (الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب ص15 ),في مركز الدراسات العليا التابع لجامعة (ستراسبورغ) عام 1968 اجتمع لفيفٌ من العلماء والمفكرين الغربيين ليقولوا للعالم ما قدّمته الطائفة الشيعية للبشرية على امتداد أكثر من ألف وأربعمائة عام، وخاصة تلك المآثر والمنجزات الفكرية (المادية والروحية) التي قدّمتها عبقرية الإمام الصادق (عليه السلام) للعالم بشقّيه الإسلامي الشرقي والمسيحي الغربي. وقد أجمعت أبحاث ذلك المؤتمر على أن الإمام الصادق(عليه السلام) كان عبقري عصره دون منازع، وقد أكد أولئك الباحثون والمفكّرون مثل البروفيسور (كلود) أستاذ التاريخ بجامعة ستراسبورغ، والبروفيسور الإيطالي (أنريكو) صاحب كتاب (علم الاجتماع الإسلامي)، والبروفيسور (كوربان) ، والبروفيسور (هنري ماسِهْ) مدير قسم الدراسات الشرقية في جامعة استراسبورغ ,والبروفسور (ارمان)استاذ بجامعة بروكسل ,والبروفسور (جان اوبن) استاذ بجامعة السوربون, والدكتور (برانشويتس) استاذ بجامعة السوربون, والدكتور(جبرائيلي) استاذ اللغة العربية بجامعة روما , .بالإضافة إلى عدد آخر من الدارسين والباحثين ,أكَّدَ كل أولئك على أن للإمام الصادق (عليه السلام) صولات وجولات في ميادين العلوم الفيزيائية بكافة مجالاتها ومنها طبيعة (الزمان) وعلاقته بمفهوم (المكان) (ففي رأي الصادق أن الزمان غير موجود بذاته، ولكنه يكتسب واقعيّته وأثره من شعورنا وإحساسنا، كما أن الزمان هو حَدُّ فاصل بين واقعتين أو وحدتين)(وفي رأي الصادق أيضاً أن للمكان وجوداً تَبَعياً لا ذاتيّاً، وهو يتراءى لنا بالطول والعرض والارتفاع، ولكن وجوده التَّبعي يختلف باختلاف مراحل العمر) وهنا أريد أن ألفت نظر القارئ إلى مسألة وَهي أن العلماء والمفكرين الغربيين استطاعوا أن يسبقوا العديد من المفكرين العرب في تحليل رموز الملاحظات العلمية التي نطق بها الإمام (عليه السلام) في زمن لم يكن ليسمح له أن يصرح بها تصريحاً أمام أُناسٍ لم تكن عقولهم مهيأة بَعدْ لتقبل وتفهم تلك الحقائق العلمية الثابتة.