لا وجودا ذاتياٌ للمكان في نظرية الإمام الصادق (عليه السلام)
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) ( للمكان وجوداٌ تابعيا لا ذاتياٌ وهو يتراءى لنا بالطول والعرض والارتفاع , ولكن وجوده التبعي يختلف باختلاف مراحل العمر) (الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب ص285).اختلفت اراء الحكماء في هذه القضية ، فمنهم من أنكروا وجود الزمن وقال إن الموجود هو المكان . ومنهم من أنكر المكان وقال أن ما تحسبه العين مكاناً ذا أبعاد أربعة إن هو إلا المادة ، والمادة هي المكان ، وحيثما وجدت وجد المكان وإلا انعدم, ولو سئل احداً من هؤلاء العلماء - وماذا تقول في الطائرة التي تقلع من مكان وتنتقل بسرعة فائقة إلى حيث تهبط في مكان آخر؟ وما القول في سفينة الفضاء ، وأين هي تطير؟ لجاء الجواب : إنها تطير في المادة , وإلى بداية القرن العشرين ، كان تعريف المادة بأنها طاقة متراكمة ولكن هذا التعريف لكل من المادة والطاقة لا يفي بمطالب العلم الحديث وما انتهى إليه من نتائج .ومنهم من قال ان المكان هو الإشعاع المنعكس من المادة , وغيرهم كثير . وفي رأي الإمام الصادق (عليه السلام) أن للمكان وجوداً تبعياً لا ذاتياً ، وهو يتراءى لنا بالطول والعرض والارتفاع ، ولكن وجوده التبعي يختلف باختلاف مراحل العمر، من ذلك مثلاً أن الطفل الذي يعيش في بيت صغير، يرى بخياله وأحلامه أن فضاء البيت ساحة كبرى. ومتى بلغ هذا الطفل العشرين من عمره ، رأى هذه الدار مكاناً صغيراً جداً ، وأدهشه أنه كان يراها واسعة رحيبة في طفولته .فللمكان، بناء على ذلك، وجود تبعي لا حقيقي ، وفي هذا اتفقت آراء علماء الفيزياء في القرن العشرين مع رأي الإمام الصادق (عليه السلام) في القرن السابع الميلادي .