التحليل العلمي لتنقل خلال (طي الأرض)

التحليل العلمي لتنقل خلال (طي الأرض)

كل عمل يكون طبيعيا بالنسبة لنا إذا توفرت القدرة والعلم ، فإذا ملكت العلم وكانت لك القدرة على التنفيذ أصبح فعلاً طبيعيا بالنسبة لك ولغيرك معجزة . نحن عندما نرى أن الأرض تطوى لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ,هو بالنسبة إلينا فعل إعجازي، لكن بالنسبة له (عليه السلام) هو فعل طبيعي يمارسه متى شاء (تطوى له الأرض أو ترد له الشمس) ، هذا فعله الطبيعي، لِمَ ؟ لأنه امتلك عنصرين مهمين هما(العلم والقدرة) . ولامتلاك العلم والقدرة هناك عدة سبل منها:-
أولا- قال تعالى ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )(الطلاق/3) يعني يستطيع أن يتوصل لما يريد بدون أسباب مادية،قد تكون بأسباب ملكوتية أو أسباب علمية لم يتوصل علم المجتمع إليها , قال تعالى( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ (الطلاق/ 3) ، إذن من الممكن أن تتوصل إلى ما تريد بدون أسباب مادية. مثلاُ :يحتاج المريض إلى الدواء والعلاج لكي يشفى والدواء والعلاج مادة ,ولكن قد يكون الشفاء غير مادي مثل القران والدعاء والصدقة .قال تعالى(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )(الإسراء82) وقال تعالى(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر/ 60), كما إن الصدقة تدفع البلاء, وصلة الرحم تطيل العمر. إن جميع هذه المسببات هي عندنا من المعجزات ولكن عند الأئمة المعصومين عليهم السلام وكذلك مالك العلم والقدرة عمل طبيعي , ومن ذلك الأنبياء (ع) فسليمان تجري الريح بأمره(فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ)(ص/36) وداود تسبح الجبال معه ولا نعرف تسبيحها (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ)(ص/18) وعيسى يخلق الطير ويحيي الموتى (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ)(آل عمران/49), ثم الذي لدية علما من الكتاب كأصف بن برخيا ينقل عرش بلقيس بسرعة تجاوزت سرعة الضوء بخمسين مرة (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)(النمل/40). فكيف بالذي لديه علم الكتاب. ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: 43) وهو أمير المؤمنين (عليه السلام). إن جميع هذه الأفعال هي طبيعية لديهم ومعجزة لدينا.
سئل الإمام الكاظم(علية السلام) هل ورث النبي {صل الله عليه واله}علم النبيين كلهم؟ قال: بلى، قال: من لدن آدم إلى أن انتهى إلى زمانه؟ قال: بلى، ما بعث نبي قط إلا وكان محمد{صل الله عليه واله} أعلم منه، قال السائل: إن عيسى بن مريم أحيى الموتى وإن داوود علم منطق الطير فأجابه الإمام (عليه السلام): إنّ النبي(صل الله عليه واله) يقدر على هذه المنازل كلها، ونحن أهل بيته أعطينا القرآن وفيه تبيان كل شيء، قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾(النحل/ 89)
ففيه تقطع الجبال وتطوى البحار وتحيى الموتى بإذن الله). يعني: من اطلع على القرآن بحقيقته، بواقعه، اطلع على أسرار كل شيء، ومن اطلع على أسرار الكون ملك مفاتيح الكون وملك التصرف في هذا الكون لأنّه اطلع على مفاتيحه، اطلع على أسراره، إذن من ملك العلم استطاع التصرف في هذا الكون.
ثانيا:- الانتقال عبر الزمن يعني إن الإنسان يستطيع أن يسافر عبر الزمن هذا ما تم الوصول إليه بالحسابات الرياضية من قبل بعض الفيزيائيين الذين يؤيدون نظرية نسبية الزمن لأينشتاين الذي يعتبر الزمن بعدا رابعا زيادة إلى لأبعاد الثلاثة ، وتؤكد هذه النظرية إن السير عكس دوران الأرض بسرعة معينة يمكن من اختراق عامل الزمن .
أجرت حكومة الولايات المتحدة أبحاث متعددة في معالجة الكشف الراداري عن طريق العالمان نيكولا تيسلا و ألبرت أينشتاين ، و قد تشاركا الاثنان في مشروع تجربة اختفاء السفينة الحربية (ألريدج ) في العام 1943م في إحدى موانئ فيلادلفيا الحربية. و كان حادث الاختفاء غير متوقع من قبل القائمين على التجربة حيث كان هدفهم هو اختبار جهاز كبير يطلق حقول كهرومغناطيسية عالية القدرة تهدف إلى تحريف موجات الرادار ، أي إخفاء السفينة رادارياً فقط. لكن الذي حصل كان شيئاً لم يتوقعوه أبداً. عندما قاموا بتشغيل الجهاز الموجه نحو السفينة اختفت من الموقع تماماً, لكنها بنفس اللحظة ظهرت في موقع آخر على سواحل فرجينيا , و بعد إطفاء الجهاز الكهرومغناطيسي عادت السفينة إلى الظهور في موقعها الأصلي و اختفت من فرجينيا, وبسبب التجربة مات اغلب بحارة السفينة وجن الباقون , لم تؤيد الحكومة الأمريكية هذه الرواية ولكنها اعترفت بوجود تجارب سرية في موقع التجربة .وقد أكد احد المشاركين وهو الدكتور رومس إن اينشتاين اكمل النظرية وقال ان البشرية ما تزال غير مستعدة لها وسوف لا تكون كذالك قبل اندلاع الحرب العالمية الثالثة,.وتمت التجربة وفق احدى نظريات أينشتاين في إمكانية انتقال المادة إلى طاقة تنتقل بسرعة الضوء ثم يعاد تشكيل تلك الطاقة وتحويلها إلى مادة جامدة أي أن كل شيء في الوجود عبارة عن طاقة تتحول أحيانا إلى مادة ملموسة أو تعاد إلى شكل من أشكال الطاقة الضوئية أو الحرارية . مثل إمكانية تكثيف الهواء في حيز مضغوط فيصبح مثل الدخان الكثيف ثم إلى مادة سائلة أو جامدة .أو قطعة الثلج تتحول إلى ماء سائل وبتسخين الماء يتبخر ويتصاعد في الهواء فلا نراه , وبالعكس, وتلك قاعدة عملية .وللتأكد من صحة النظرية أرسلت أوربا قمر صناعي (لايزا) عام 2009 نحو منطقة مختارة خارج المجموعة الشمسية تكون فيها الجاذبية صفر لأجراء تجربة التنقل عبر الزمن ومن المؤمل وصول القمر الصناعي إلى موقع التجربة عام 2018 .

ثالثا:- التنقل عبر المجال المغناطيسي .من المعلوم إن جاذبية القمر هي سدس ما تكون عليه جاذبية الأرض وبسببها يستطيع الإنسان الذي يخطوا واحد متر على الأرض تكون ست متر على القمر وتزداد المسافة كلما زاد الفرق بين الجاذبية. كذلك لا تتساوى قوى الجاذبية في كل بقاع الأرض، فالجاذبية الأرضية تعتمد على عوامل عدة منها المسافة من مركز الأرض، ودوران الأرض,وطبيعة صفيحة التربة تحت القشرة الأرضية. فمنزل على شاطئ البحر هو أقرب لمركز الأرض من منزل على قمة جبل، لذلك فالجاذبية الأرضية في الأول أقوى من الأخير، أما دوران الأرض فيقلل من قوى الجاذبية عند خط الاستواء بسبب قوى الطرد المركزي . وتعد منطقة خليج هدسون في كندا أحد الأماكن التي يظهر فيها بوضوح ضعف الجاذبية فوق سطح الأرض،بسبب هشاشة الصفيحة الأرضية تحت قشرة الأرض .وقد توجد مناطق اقل جذب مغناطيسي من خليج هدسون لا نعلمها أو لم يعلن عنها .في حين بل من المؤكد أن الإمام (عليه السلام) والذي يمتلك العلم يعلم بها ويسير عليها محقق بذلك طي الأرض, والله تعالى هو العالم.