لماذا عيد الله الأكبر
إن الله سبحانه وتعالى اختص بعض الأيام بالعيد يزيد فيها من فضله وعطاياه لعباده، فيحصل العبد او العائد فيه إلى الله تعالى على المزيد من الأجر والثواب بما وفقه الله تعالى للصوم والحج، ومن هذه الزاوية فإن العبد يكون فرحا في العيد، وهذا ما يقع في الأعياد حيث يعم الفرح , ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في بعض الأعياد( إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد) (نهج البلاغة الحكمة 428) , ويوم نصب أمير المؤمنين (ع) فيه أميرا للناس صام الناس ذلك اليوم، وأكثروا الصلاة على محمد وآلة، وتبروا إلى الله ممن ظلمهم, وروى الصدوق بسنده عن الحسن بن راشد، قال قيل لأبي عبدالله (ع) للمؤمنين من الأعياد غير العيدين والجمعة؟ قال نعم لهم ما هو أعظم من هذا، يوم أقيم أمير المؤمنين (ع) فعقد له رسول الله (ص) الولاية في أعناق الرجال والنساء بغدير خم (عنه البحار ج94 ص112) وقال عليه السلام( ويوم الغدير أفضل الأعياد),ان عيد الفطر مظهر عبادي عام يرتبط بالمسلمين ككل بعد انتهاء فريضة الصوم، وهكذا في عيد الأضحى بعد الفراغ من أهم أعمال الحج، ويوم الجمعة هو مظهر عبادي عام أيضا يجتمع فيه المسلمون في مساجدهم لأداء الصلاة يوم الجمعة والاهتمام بما يخص أمورهم،
أما ما يميز عيد الغدير عن بقية الأعياد، فعيد الفطر مرتبط بفريضة الصوم، وعيد الأضحى مرتبط بفريضة الحج، وهما من الفروع الدينية ، بينما يرتبط عيد الغدير بعيد الولاية وهي تعتبر من الأصول وليس من الفروع، ومن المعلوم أن الأصل يفوق على الفرع في الأهمية لأن الفرع يعود إليه فمن خلال الأصل يعلم حكم الفرع، وروي عن الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال( ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان) ,ولهذه الأسباب اصبح عيد يوم الغدير هو عيد الله الأكبر .